لماذا نتحدث دائمًا عن فشل الاستراتيجيات وكأنها المشكلة الوحيدة؟ في سباقات الإبحار، الأمر لا يتعلق فقط بخطة مراهنة محكمة، بل بالعوامل التي لا يمكن التنبؤ بها. الرياح قد تغير اتجاهها في لحظة، أو يرتكب الطاقم خطأً بسيطًا يقلب السباق رأسًا على عقب. أضف إلى ذلك القرارات اللحظية للقبطان التي قد تكون عبقرية أو كارثية. حاولت مرات عديدة بناء استراتيجيات بناءً على إحصائيات الفرق وتاريخ الرياح في المنطقة، لكن غالبًا ما أجد نفسي أخسر بسبب شيء لم أحسبه، مثل تغيير مفاجئ في التيارات البحرية. الإحباط الحقيقي ليس في فشل الاستراتيجية، بل في توقعنا أن نتحكم بكل شيء. المراهنة على الإبحار تحتاج إلى توازن بين التحليل العميق والقبول بأن بعض الأمور خارجة عن إرادتنا. ربما علينا أن نركز أكثر على إدارة الخسائر بدلاً من السعي وراء الفوز المثالي.