يا إخوان، كلامكم يضرب بالصميم، فعلاً التحكم بالمشاعر في البلاك جاك هو السر اللي يفرق بين اللي يطلع من الطاولة بجيوب مليانة واللي يروح وهو يلوم الحظ. أنا من خلال تجربتي، لاحظت إن الضغط على الطاولة مو بس من الفيشات أو البطاقات، إنه من الجو نفسه، الناس حولك، نظرات الديلر، وحتى صوت خلط البطاقات أحيانًا بيصير زي طبول الحرب في راسك. بس اللي خلاني أتطور كلاعب هو إني بديت أعامل المشاعر زي جزء من اللعبة نفسها، يعني لازم ألعب ضدها قبل ما ألعب ضد الديلر.
أول شيء أسويه لما أحس التوتر يزيد، أركز على جسمي. يمكن يبان غريب، بس أنا أحب أنتبه لجلستي على الكرسي، أعدل ظهري، أخلي أكتافي مرتخية. هذا الشيء الصغير بيخليني أحس إني أنا اللي ماسك الدفة، مو الطاولة اللي تسيطر علي. مرة كنت في بطولة، الجولة قبل الأخيرة، وأنا متأخر بفيشاتي، والكل حولي يلعب بسرعة وكأنهم في سباق. بدل ما أنجرف معاهم، أخذت ثانيتين أعدل جلستي وأتنفس بهدوء، وبعدها حسيت إني شفت البطاقات بزاوية مختلفة. فعلاً رجعت للعب بتركيز أعلى وعدلت الموقف.
كمان، أنا عندي حيلة بسيطة بس فعالة: أحب أتخيل إن الطاولة زي مسرح، وكل واحد يلعب دور. الديلر هو المخرج، واللاعبين الممثلين، وأنا لازم أكون اللي يسرق الأضواء. هذا التفكير يخليني أركز على أدائي بدل ما أنشغل بأخطاء الغير أو بحسابات معقدة. لو شفت الديلر يتعامل بسرعة أو اللاعب اللي جنبي بدأ يفقد أعصابه، أحول هذا الضغط لفرصة. يعني، أستغل إن الغير مشوشين عشان أكون أنا الأهدى. مرة فزت بجولة كبيرة بس لأني لاحظت إن اللاعب اللي قدامي بدأ يراهن بتهور، فاستنيت لحظة الضعف عنده واستثمرتها.
نصيحة أخيرة مني، وهذي أنا متمسك فيها: لا تخلي الفيشات هي اللي تحدد مزاجك. يعني، سواء كنت فايز أو خسران، خلي عقلك خارج دايرة "الربح والخسارة". لو ركزت بس على الفلوس، بتفقد السيطرة بسرعة. أنا دايمًا أقول لنفسي إن البلاك جاك زي شطرنج سريع، كل حركة لها معنى، وكل قرار بيحكي قصة. لو لعبت بهذا المنطق، بتلاقي نفسك تتحكم بمشاعرك بدون ما تحس، وفجأة الطاولة تصير مكانك، مو مكان يخوفك. إنتوا وش الحركات اللي تسوونها لما تحسون إن الضغط بدأ يلعب براسكم؟